
في خطوة مفاجئة أشعلت النقاشات في الأوساط السياسية والبيئية، قدمت وزيرة البيئة ياسمين فؤاد استقالتها من منصبها الرسمي بالحكومة المصرية، لتتجه إلى تولّي منصب أممي رفيع المستوى يتعلق باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. هذا التحوّل لم يكن مجرد قرار إداري، بل يحمل أبعادًا عميقة تخص مستقبل السياسات البيئية في مصر ومكانتها الدولية.
بداية التحوّل: من الوزارة إلى الساحة الدولية
جاءت استقالة وزيرة البيئة ياسمين فؤاد بعد مسيرة امتدت لسنوات، أثبتت خلالها قدرتها على تحويل وزارة البيئة من جهاز إداري روتيني إلى منصة فاعلة على الساحة العالمية. قرار الاستقالة جاء بعد اختيارها كأمينة تنفيذية لاتفاقية دولية كبرى، وهو ما يفتح أمامها باب التأثير على السياسات البيئية العالمية من موقع مختلف وأكثر شمولًا.
هل استقالة وزيرة البيئة ياسمين فؤادكانت متوقعة؟
رغم عنصر المفاجأة في توقيت الإعلان، فإن بعض المؤشرات كانت توحي بهذا التحول منذ أسابيع. تعيين ياسمين فؤاد في منصب دولي مهم قبل شهرين، وحضورها الواسع في الفعاليات الدولية، كلها أمور رسمت مسارًا تصاعديًا نحو الدور الأممي.
انجازات لا تُنسى في وزارة البيئة لـياسمين فؤاد
طوال فترة تولّيها المنصب، عملت فؤاد على إطلاق مشاريع رائدة مثل:
-
إعداد أول إستراتيجية وطنية لإدارة النفايات.
-
تعزيز استخدام السندات الخضراء كوسيلة تمويل للمشاريع البيئية.
-
تنظيم مؤتمر المناخ العالمي (COP27) على أرض مصر بنجاح لافت.
-
تطوير منظومة جودة الهواء والرقابة على الانبعاثات الصناعية.
كل هذه الجهود جعلت منها رمزًا للقيادة البيئية الحديثة في المنطقة.
منال عوض تتولى المهمة مؤقتًا
مع قبول الاستقالة، تم تكليف وزيرة التنمية المحلية منال عوض بتسيير أعمال وزارة البيئة مؤقتًا. وتأتي هذه الخطوة في إطار الحفاظ على استمرارية العمل داخل الوزارة، لحين اختيار وزير دائم للمنصب في وقت لاحق.
ما دلالة المنصب الأممي الجديد؟
تولّي ياسمين فؤاد منصبًا أمميًا بهذه المكانة يعكس ثقة المجتمع الدولي في الكفاءات المصرية، ويعزّز من دور مصر في صياغة سياسات الاستدامة العالمية. كما يفتح المجال أمام شراكات جديدة في ملفات المياه، والتصحر، والتغير المناخي.
أثر استقالة وزيرة البيئة ياسمين فؤاد على المشهد البيئي المحلي
يتساءل البعض عن مصير الملفات البيئية في مصر بعد رحيل فؤاد، خاصة في ظل التحديات الراهنة مثل التلوث الهوائي، والاحتباس الحراري، والإدارة المستدامة للموارد. إلا أن المراقبين يتوقعون استمرار الزخم البيئي بدعم من كوادر الوزارة والبنية المؤسسية التي تم تطويرها.
رسالة إلى القيادات البيئية المستقبلية
استقالة وزيرة البيئة ياسمين فؤاد ليست نهاية، بل بداية جديدة. إنها رسالة ملهمة مفادها أن العمل البيئي المحلي يمكن أن يثمر عن أدوار دولية مؤثرة، وأن الالتزام والتخصص يقودان إلى ساحات التأثير العالمي.